ورواه محمد بن جعفر- كما سيرد في الرواية (٢٦٩٠٩) - عن شعبة، عن جعدة، عن أمِّ هانىء. لم يذكر أحداً بين جَعْدة وأمِّ هانىء. وسيأتي بالفاظ مختلفة بالأرقام: (٢٦٨٩٧) و (٢٦٩١٠) و (٢٧٣٨٤) و (٢٧٣٨٥) ، ومدارُها على سماك بن حرب، وقد اضطرب فيها. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٩٩٦) عن علي بن عبد العزيز، عن داود ابن عمرو الضبي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ثابت بن يزيد، عن هلال ابن خباب، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانىء: أنها دخلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة، فأتاني بشراب، فشرب منه وسقاها، قالت: إني كنت صائمة، ولكني كرهت أن أرد عليك شرابك. قال: "كنت تقضين؟ " قلت: لا. قال: "لا يضرك". قلنا: وهذا الإسناد فيه هلال بن خباب - وهو أبو العلاء البصري - وهو على ثقته تغير بأخرة، لذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "المجروحين"، وقال: كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وذكره الساجي والعقيلي والذهبي في كتبهم المؤلفة في الضعفاء بسبب الوهم والتغير الذي أصابه في آخر عمره. قلنا: وقوله فيه: "عن يحيى بن جعدة" من أوهامه التي تفرد بها، فقد روى الحديث شعبة وسماك بن حرب - مع اضطرابه فيه -، فلم يذكر واحد منهما في إسناده يحيى بن جعدة، إلا فيما رواه الوليد بن أبي ثور عند الدارقطنىِ ٢/١٧٤ عن سماك، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانىء. لذا قال الدارقطني بإثره: قوله: يحيى بن جعدة، وهم من الوليد، وهو ضعيف. تنبيه: هذا الطريق انفرد بإخراجه الطبراني، ولم يذكره أحد ممن عني بتخريج الحديث ممن وقفنا عليه، مثل ابن حجر في "التلخيص الحبير"=