وحفظي: قارب، والناس يقولون: قارب، كما حفظتُ، فأنا أقول: قارب أو مارب. ورواه علي ابن المديني - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٧/١٩٦- عنه، عن إبراهيم بن مَيْسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: سمعتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "رحم الله المحلِّقين"، قال سفيان بيده بعدها من صدره، وخفض بها صوته، وقال: "والمقصرين "، قال في الثالثة أو الرابعة، وضمَّ سفيان يده إلى صدره، وخفضَ بها صوتَه. قال سفيان: وجدت عندي: وهب بن عبد الله بن مارب، فقالوا لي: هذا ابن قارب. قلت لسفيان: عن أبيه، عن جده؟ قال: نعم. وحدثناه مرة أخرى: عن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... نحوه، وعن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي، فرأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول. وإنما أخذ "قارب" عن الناس. قال الحافظ في "أطراف المسند" ٥/١٩٦، وفي "إتحاف المهرة" ١٢/٦٨٦: هذا الحديث، كان سفيان بن عُيينة يحدِّثُ به عن إبراهيم على وجهين: تارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنتُ مع أبي، فسمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وتارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الجملة هما صحابيان: قارب، وابنه عبد الله. وهذا السِّياق يقتضي أن يكون الحديث لعبد الله، لا لأبيه، فإن إبراهيم إنما روى عن وَهْب بن عبد الله بن قارب، فكأنه لما أبهمه نسبه إلى جده، ثم قال: عن أبيه، فأبوه: عبد الله بن قارب، وقد ثبت سماعه=