ورواه معاذ بن هانىء، عن عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" ٥/٢٠٨- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، دخلت بُسْرَةُ بنتُ صفوان، على أمِّ سلمة، فدخلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "من هذه عندَكِ يا أمِّ سَلَمة، فقالت: بُسْرة يا نبيَّ الله، المرأة التي ... فذكر نحوه. قلنا: وعبد الله بن المؤمَّل ضعيف. وأورده الهيثمي في "المجمع" ١/٢٤٥، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن المؤمَّل، ضعفه أحمد ويحيى في رواية، ووثقه في أخرى، وذكره ابن حبان في "الثقات". ورواه ابن لهيعة -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" ٥/ورقة ٢٠٨-٢٠٩- عن عمرو بن شعيب، أن سعيد بن المسيب حدثه، أن بنت صفوان إحدى نساء بني كنانة خالة مروان بن الحكم ... وسيرد بالأحاديث الثلاثة بعده. وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (٧٠٧٦) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث أم حبيبة عند ابن ماجه (٤٨١) ، والترمذي في "العلل الكبير" ١/١٥٩. قلنا: وقد سلف حديث طلق برقم (١٦٢٨٦) وفيه أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيتوضأ أحدنا إذا مسَّ ذكره، فقال: إنما هو بضعة منك، وهو حديث قوي. قال الترمذي بإثر الحديث (٨٥) : وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك، وهذا الحديث -يعني حديث طلق- أحسن شيء روي في هذا الباب، قلنا: والجمع بين الحديثين ممكن بأن يُحمل الأمر بالوضوء في حديث بُسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهبُ الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة ١/٢٢: باب استحباب الوضوء =