وأخرجه ابن سعد ١/٥٠ مختصرًا عن محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (٨٣٧٩) مطولاً من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (٣٣٦٥) من طريق إبراهيم بن نافع، والنسائي في "الكبرى" (٨٣٨٠) ، والبخاري (٣٣٦٣) معلقاً مختصراً من طريق ابن جريج، كلاهما عن كثير بن كثير، به. وأخرجه البخاري (٣٣٦٢) مختصراً من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، به. ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/١٤٥-١٤٧ عن البخاري مطولاً، ثم قال: وهذا الحديثُ من كلام ابن عباس، وموشحٌ برفع بعضه، وفي بعضه غرابة، وكأنه مما تلقاه ابن عباس من الإسرائيليات. وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا عجبٌ منه، فما كان ابن عباس ممن يتلقى الإسرائيليات؟ ثم سياقُ الحديث يفهم منه ضمناً أنه مرفوع كله، ثم لو سلمنا أن أكثره موقوف، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنه من الإسرائيليات، بل يكون الأقرب أنه مما عرفته قريشٌ، وتداولته على مر السنين، من تاريخ جَديْهم إبراهيم وإسماعيل، فقد يكونُ بعضه خطأ، وبعضُه صواباً، ولكن الظاهر عندي أنه مرفوعٌ كله في المعنى، والله أعلم. قوله: "أول ما اتخذت النساءُ المِنْطَق"، قال الحافظ في "الفتح" ٦/٤٠٠: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء: هو ما يُشَدُّ به الوَسَط، وكان السبب في ذلك أن سارة كانت وهبت هاجر لإبراهيم، فحملت منه بإسماعيل، فلما ولدته غارت منها، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر مِنطقاً فشدت به وسطها وهربت، وجَرت ذبلها لتخفي أثرها على سارة. وقوله: "عينا مَعِيناً"، أي: ظاهراً جارياً على وجه الأرض.=