على مقدمة الكتاب والمجلد الأول منه، وأبدى ملاحظاتٍ قيمة أَثْرَتِ العمل، وجعلته مميَّزاً عن الأعمال السابقة التي بُذِلت فيه.
وفي أثناء التحضير لإصدار الجزء الأول منه، زفَّ إلينا معاليه بُشرى تشجيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - طبع هذا الكتاب، وتفضله بتوزيعه على طلاب العلم على نفقته. فله منا ومن طلاب العلم الشكر والدعاء بأن يتقبل الله عمله ويجزيه عن الإسلام
والمسلمين خير الجزاء. والعلماء لا يستغربون ذلك منه، فهذه سنته وسنة والده الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في نشر كتب السلف والعناية بها، وتشجيع القائمين عليها.
وعندما تتبنَّى المؤسسة مثل هذا الكتاب الذي تزيد مجلداتُه على خمسة وثلاثين مجلداً فهي تعلم حق العلم أنها بحاجة إلى مجهود علمي وإمكانات كبيرة.
أما المجهود العلمي فقد أوكَلَتْ هذا المشروع إلى مكاتب التحقيق لديها والتي يُشرف عليها الأستاذ الشيخ / شعيب الأرنؤوط - حفظه الله - الذي أمضى شوطاً كبيراً من حياته يختلف إلى حلقات أهل العلم المختصين بدراسة علوم القرآن، والحديث النبوي الشريف، والفقه، والأصول والعربية، يَأْخُذ عن كل واحد منهم العلم الذي اختص به، فاتجهت همته بعد ذلك إلى تحقيق أمهات كتب السنة التي لم تُطْبَعْ، مثل:" شرح السنة " للبغوي، و "صحيح " ابن حبان البستي، و " شرح مشكل الآثار " للطحاوي، وتخريج نصوصها ودراسة أسانيدها، والتعليق عليها، والتقديم لها.
وصَدَرَ له ما يزيد على مئة مجلدة مما لم يسبق نشرُه من قبل عن أصول خطية موثقة، وقد نالت القَبُولَ عند أهل العلم، وتداولوها وانتفعوا بما فيها، ونَوَّهوا بالكتابة وغيرها بفضل محققها وعلمه، وحُسن تَأْتِّيهِ لما يَعرِض له، ويقوم به.