ورابع من حديث زيد بن أرقم، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٨/٢٠٢-٢٠٣ عن محمد بن أحمد بن الحسن أبي علي ابن الصواف، عن بشر بن موسى الأسدي، عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبي سعيد الأزدي، عن زيد بن أرقم، وهذا إسناد حسن. قوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "، قال الحافظ في "الفتح" ١١/٢٣٤ نقلاً عن الطيبي: ليست "أو" للشك، بل للتخيير والإباحة، والأحسن أن تكون بمعنى بل، فشبَّه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يؤويه ولا سكن يُسليه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل، لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد شاسع، وبينهما أودية مردية، ومفاوز مهلكة، وقطاع طريق، فإن من شأنه أن لا يقيم لحظة، ولا يسكن لمحة. وانظر شرحه في "جامع العلوم والحكم " لابن رجب ٢/٣٧٦-٣٩٢. وقال السندي: وبالجملة فالحديث غاية في الانقطاع عن غيره تعالى، فهو كالشرح لقوله: (فتبتل إليه تبتيلاً) والله تعالى أعلم. وقوله: "ببعض جسدي ": في صحيح البخاري: بمنكبي. (١) تحرف في (م) إلى: عمر. (٢) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (٤٦٠١) . وقوله: "كنا نشرب ونحن قيام ". قال السندي: أي: عند الحاجة إلى ذلك=