حق على الله أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع". وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه إبراهيم بن خثيم بن عراك، متروك الحديث، انظر ترجمته في "لسان الميزان" ١/٥٣. وسيأتي برقم (٨٠٤٣) من طريق أبي المدلة، عن أبي هريرة مرفوعا ضمن حديث طويل: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم ... ". وبرقم (٨٧٩٥) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه " دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه ". وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سيأتي في "المسند" ٤/١٥٤، بلفظ " ثلاث مستجاب لهم دعوتهم: المسافر، والوالد، والمظلوم ". وثان من حديث أنس بن مالك عند البيهقي في "السنن" ٣/٣٤٥، والضياء المقدسي في " المختارة " (٢٠٥٧) ، بلفظ " ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر ". وثالث من حديث أم حكيم عند ابن ماجه (٣٨٦٣) ، بلفظ " دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب ". وأسانيد هذه الأحاديث الثلاثة حسنة في الشواهد. ولدعوة المظلوم شواهد أخرى سيأتي ذكرها عند الحديث رقم (٨٠٤٣) . قوله: " لا شك فيهن "، قال السندي: أي: في استجابتهن. ودعوة المظلوم، أي: على الظالم، وأثر الاستجابة قد لا يظهر في الحال، لكون المجيب تعالى حكيما، وفيه زجر للظالم عن الظلم خوفا من أن تصيبه دعوة المظلوم. ودة المسافر: ما دام مسافرا، وفيه ترغيب للمسافر في صالح الدعاء. وعلى ولده: فيه زجر للولد عن العقوق، وللوالد عن الدعاء عليه، ولعل تخصيص الوالد، لكونه لا يدعو إلا إذا اقتضت الحال، وذلك بخلاف الوالدة، وجاء في بعض الروايات: " لولده "، والله تعالى أعلم.