ولا يدري أن له آفات بغير علم كالحلول والاتحاد، وربما يحتج بعض الجهال بقول المشايخ: العلم حجاب الله الأكبر، ولا يدري أنه حجة عليه، فإن مثله في ترك العلم بهذا كمثل من عشق شخصًا فأخبر بأنه وراء جدار فيقول: الجدار حجاب فيتركه، فانظر هل أحد أحمق منه! وكاني جب عليه أن يقطع الجدار ويصل إلى المحبوب لا أن يرجع ويتركه، وإنما وصفوا الحجاب بالأكبر لأنه يحتاج في قطعه إلى مشقة شديدة كما قال أبو يزيد: عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت أشد علي من العلم ومتابعته ولولا اختلاف العلماء لتعبت، وأيضًا إنما يكون حجابًا لمن طلبه للتفاخر وحطام الدنيا، وأيضًا مثل من ترك العلم بمسائل الدين كشخص يدعي محبة شخص غائب عنه لا يدري طريق وصوله إليه فأرسل المحبوب إليه كتابًا يتضمن طريق وصوله إليه وهو يطرح الكتاب ولا ينظر إليه ويظن أنه حجاب في الوصول إليه فلا شك أنه ينسب إلى الحمق أو الكذب عند كل عاقل، فالقرآن والأحاديث وعلوم الدين تعرف طريق الوصول إلى الله تعالى؛ ثم اعلم أن العلم ظاهر وباطن، وللظاهر مقدمات كالفنون العربية ومقاصد كالتفسير والفقه والحديث، والباطن علم الأخلاق كالإخلاص والتوكل والتواضع والتفويض وقصر الأمل والزهد في الدنيا والنصيحة والقناعة والرضاء والصبر وذكر المنة وغيرها وضدها كالكبر ونحوها، وكل منها إما فرض عين أو فرض كفاية ويطلب كل ذلك من مظانه وبالله التوفيق- انتهى؛ وحكى عن شيخنا المولى الأعظم معين الحق والدين قدس الله سره أنه سئل عنه فقال: هو حجاب الله- بضم حاء وشدة جيم، والله أعلم. ك: وهو لا يريد إلا أن "يعلمهم"، هو من التعليم، وسنة- بالنصب عطفًا على صلاة، أي لا أريد الصلاةف قط لأنه ليس وقت فرض أو كان قد صلاها. وفي ح ابن عباس: إنه من قد "علمتم"،