عشرة كان الفجار الآخر بين هوازن وقريش حضره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أنبل على أعمامي، أي كنت أناولهم النبل، وقيل: كانت سنة عشرين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ورميت فيه بأسهم. وفي السابعة عشرة وثب العظماء فخلعوا هرمز، وفي التاسعة عشرة قتلوه بعد خلعه، وكانت ولايته إحدى عشرة سنة، وفيها ولي ابنه برويز وكان يسمى كسرى. وفي العشرين خرج صلى الله عليه وسلم إلى الشام للتجارة ومعه أبو بكر الصديق، ولقيه الراهب بحيرا وذاكره حتى وقع في قلبه تصديقه، قال المؤلف: هذا السفر هو الذي كان مع أبي طالب فإن الصديق كان معه. وفي الخامسة والعشرين قال أبو طالب: أنا رجل لا مالي لي وقد اشتد الزمان وخديجة تبعث رجالًا من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، فبلغ خديجة محاورة عمه فأرسلت إليه في ذلك وقالت: أعطيك ضعف ما أعطي غيرك، فخرج مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة منه خوارق وسمع من نسطورا الراهب شهادته بالنبوة، وربحوا ضعف المعتاد، ودخلوا مكة في الظهيرة وخديجة في علية، فرأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يظل عليه ملكان، وسمعت من غلامه ما رأى وسمع من نسطورا، فسعت إلى أن تزوجها في هذه السنة على صداق أربعمائة دينار وهي بنت أربعين سنة، وكانت تزوجها أولا أبو هالة فولدت له هندًا وهالة، ثم تزوجت عتيق بن عائذ فولدت جارية اسمها هند، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أولاده كلهم إلا إبراهيم. ج: ولم ينكح صلى الله عليه وسلم قبلها ولا بعدها حتى ماتت. سير: ولدت له زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم والطاهر والطيب، وهلك هؤلاء في الجاهلية وأدرك الإناث الإسلام فأسلمن وهاجرن، وقيل: الطيب والطاهر لقبان لعبد الله وولد في الإسلام، وأول من مات القاسم ابن سنتين أو سنة، ثم مات عبد الله بمكة بعد النبوة بسنة، وإبراهيم ولد سنة ثمان من الهجرة، ومات وله سنة وعشرة أشهر،