فإنها لا تكفر بالشهادة فكيف بالقتل! أو يفسر بدوام الإسلام إلى الموت، أو باجتناب الموبقات التي لاتغفر إلا التوبة. غير:"أجمعه" من الرقاع، قد كان القرآن كله تب في عهده صلى الله عليه وسلم لكنه لم يجمع في موضع واحد ولا مرتب السور. ط: فإن قيل: إذا اختلفتم فاكتبوه بلسان قريش، وقد ورد أنه نزل على سبعة أحرف أي لغات؟ قلت: الكتب في الصحف بلغة قريش لا يقدح في القراءة بتلك اللغات، قوله: إنما نزل بلسانهم، يريد أن أول ما نزل بلغتهم ثم رخص أن يقرا بسائر اللغات. فتح ورأى عثمان أن الرخصة في سائر اللغات كان توسعًا في أول الأمر دفعًا للحرج والمشقة ورأى أن الحاجة إليها قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة خشية أن يخطئ بعضهم بعضًا، وفي المقنع: فإن قلت: ما السبب لاختلاف رسوم هذه الحروف الزوائد في المصاحف؟ أي المصاحف الثلاثة المرسلة إلى الكوفة والبصرة والشام ومصحف المدينة، وقيل: السبعة المرسلة إلى ما ذكر وإلى اليمن والبحرين ومكة، وأراد بالاختلاف نحو "قال ربي" وفي بعضها "قل ربي"، و"قال بل لبثتم" و"قل بل لبثتم"، و"لئن أنجانا" و"انجيتنا" ونحو ذلك، قلت: سببه أن عثمان لما جمع القرآن من المصاحف ونسخها عن صورة واحدة واثر في رسمها لغة قريش دون غيرها مما لا يصح نظرًا للأمة، وثبت عنده أن هذه الحروف منزلة من عند الله ومسموعة من رسوله، وعلم أن جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير ممكن إلا بإعادة الكلمة مرتين، وفي رسمه كذلك من التخليط والتغيير المرسوم ما لا خفاء به، فرقها في المصاحف كذلك فجاءت مثبتة في بعضها ومحذوفة في بعضها لكي تحفظها الأئمة كما نزلت، فاختلفت بسببه رسوم مصاحف الأمصار، فإن قلت: ما وجه ما روى عن عثمان رضي الله عنه أنه لما نسخت المصاحف عرضت عليه فوجد فيها حروفًا من اللحن فقال: اتركوها فإن العرب ستقيمها،