والذب عن الحقيقة؛ قلت: بل هو من التجاهل، نحو: أي يوميه أفضل! مع قطعية أفضلية يوم الندى، مع أن الحديث ذكره السخاوي في الموضوعات. ز: فإن قيل: حديث أبي عبيدة: قلت: أحد خير منا؟ أمنا بك وجاهدنا معك! قال نعم، قوم يؤمنون ولم يروني، فإنه يدل على خيرية جميع من أمن بعد الصحابة، قلت: لما لم يذهب إلى ظاهره أحد من أهل السنة لا ابن عبد البر ولا ذلك البعض من المتكلمين وجب صرفه عن ظاهره وتأويله، كما أول حديث: أمتي كالمطر - الدال على التردد، إذ لم يذهب أحد إلى التردد، إذ لم يذهب أحد إلى التردد وإن جوز البعض فضل بعض الأحاد على بعض من الصحابة ممن لم يصحبه، وكذا وجب صرف كلام التلويح عن ظاهره لو سلم دلالته على التردد - فتبصر فإن الاغترار بمثل هذه الظواهر يدل على عدم البصارة بمهب أهل الحق في هذا المقام. ما: قال ابن الصلاح: لا يناقض: أوله خير أم أخره، لأن المراد بالآخر في هذا الحديث المضطرب المهدي وعيسى ومن معهما، قال: ويقع بعد نزول عيسى حين يظهر البركة ويظهر الدين بحيث يشكك في بادي الرأي أن هؤلاء أفضل أم الأوائل! وإلا فالأفضل هو الأول في نفس الأمر وهو من باب التجاهل، وعن أبي عمر بن عبد البر أن خيرية أولها ليست على العموم، فإن فيهم منافقين وأهل الكبائر الذين أقيم عليهم الحدود، ثم روى عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى سالم أن اكتب إليّ بسيرة عمر بن الخطاب لأعمل بها، فكتب إليه سالم: إن عملت بسيرته فأنت أفضل من عمر، لأن زمانك ليس كزمان عمر ولا رجالك كرجال عمر، وبمثله كتب فقهاء زمانه كلهم. ل: والوجه ما تقدم، فإن المنافقين خارجون عن الصحبة، وأصحاب الحدود والكبائر طهروا بإقامة الحدود والتوبة وزادوا بشرف الصحبة، وحديث سالم خبر واحد لا يعارض الأحاديث المتكاثرة وإجماع من يعتد بهم، وما قاله ابن الصلاح فصريح بأنه من التجاهل، وألا فلم ينقل عن أحد فيما علمت أن أصحاب المهدي يساوون الصحابة - والله أعلم. فتح: ومقتضى: خير القرون قرني، أفضلية الصحابة على التابعين وأفضلية التابعين