للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدي ، فسألت شيخنا المقرئ الأستاذ أبا جعفر أحمد المعروف بأبي حُجة (١) فقال: غسله وصلِّ عليه فإن أباك لم يقتل في المعترك بين الصفين، ثم سألت شيخنا ربيع بن عبد الرحمن بن أحمد بن ربيع بن أبي (٢) فقال: إن حكمه حكم القتلى في المعترك، ثم سألت قاضي الجماعة أبا الحسن علي بن قطرال (٣) وحوله جماعة من الفقهاء فقالوا: غسله وكفنه وصلِّ عليه ففعلت، ثم بعد ذلك وقفت على المسألة في التبصرة لأبي الحسن اللخمي (٤) وغيرها، لو كان ذلك قبل ذلك ما غسلته، وكنت دفنته بدمه في ثيابه".

ثم توالت هجمات النصارى على قرطبة حتى سقطت في أيديهم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (٦٣٣ هـ) بعد حصار يقرب من أربعة أشهر، وما كاد النصارى يدخلون قرطبة حتى رفعوا الصليب على مسجدها الجامع إيذانًا بتحويله إلى كنيسة، ورفعوا علم مملكة قشتالة الإسبانية على القصر الخلافي، وبدخول النصارى إلى قرطبة هجرها العدد العظيم من أهلها مرغمين (٥).

ولا تزال قرطبة وبلاد الأندلس عامة في أيدي النصارى الإسبان إلى يومنا هذا. وكان ممن هاجر من قرطبة أبو عبد الله القرطبي المؤلف ، حيث رحل إلى المشرق قاصدًا مصر.


(١) انظر: ترجمته ص (٣٥).
(٢) هكذا ورد الاسم في تفسير المؤلف، ولم تتجاوز مصادر الترجمة اسم (ربيع)، ومن المحتمل إذا ضُبط الاسم أن يكون: أُبَي، مثل: أُبَي بن كعب، والله أعلم، وانظر: ترجمته ص (٣٥).
(٣) علي بن عبد الله بن محمد الأنصاري، يعرف بابن قطرال، ويكنى أبا الحسن، القاضي، من أهل قرطبة، كان مشاركًا في العديد من الفنون مع تميزه بالبلاغة، توفي سنة ٦٥١ هـ، انظر: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار ٣/ ٢٤١ رقم الترجمة ٦٠٤.
(٤) علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي، كان فقيهًا فاضلًا، له تعليق كبير على المدونة سماه "التبصرة" مفيدٌ حسنٌ، لكنه ربما اختار فيه وخرّج، فخرجت اختياراته عن المذهب، توفي سنة ٤٩٨ هـ، انظر: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون المالكي ١/ ٢٠٣.
(٥) انظر: قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس ١/ ١٥٣ - ١٥٤ للدكتور السيد عبد العزيز سالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>