للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع هذا منتظر (١) الفزعَ الأكبرَ، كيف يكونُ حالُه؟ ثم يبكي حتى يسقطَ مغشيًا عليه (٢).

وقال التيمي (٣): شيئان قطعا عني (٤) لذاذةَ الدنيا: ذِكرُ الموتِ، وذكرُ الوقوف (٥) بين يدي الله تعالى (٦).

وكان عمرُ بنُ عبدِ العزيز (٧) يجمعُ الفقهاءَ فيتذاكرون (٨) الموتَ، والقيامةَ، والآخرةَ، فيبكون (٩) حتى كأنّ بين أيديهم جنازةً (١٠).

وقال أبو نعيم (١١): كان الثوريُّ (١٢) إذا ذكرَ الموتَ لا يُنتفعُ به أيامًا، فإن سُئل عن شيء قال: لا أَدْرِي لا أَدْرِي.


(١) في (ع، ظ) ينتظر.
(٢) ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب المختصرين ص (١٤٦)؛ وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٥١، وأبو محمد عبد الحق في العاقبة ص (٤٠).
(٣) عبد الأعلى التيمي، هكذا ذكره أبو نعيم في الحلية ولم يذكر له ترجمة؛ قال ابن حجر: روى عن أبيه وعمر وابن مسعود، وروى عنه أبو حنيفة ومسعر، ذكره البخاري في تاريخه فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، انظر: تعجيل المنفعة لابن حجر ص (٢٤٣) رقم ٦٠٢؛ والتاريخ الكبير للبخاري ٦/ ٧٢ رقم ١٧٤٦.
(٤) كلمة: (عني)، طمس في الأصل وتوضيحها من (ع، ظ).
(٥) في (الأصل): الموقف، وما أثبته من (ع، ظ، حلية الأولياء).
(٦) ذكره أبو نعيم في الحلية ٥/ ٨٨ - ٨٩ وأبو محمد عبد الحق في العاقبة ص (٣٩).
(٧) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، الإمام، الحافظ، العلّامة، المجتهد، العابد، الخليفة الزاهد الراشد، أشج بني أمية. توفي سنة ١٠١ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ١١٤ - ١٤٨.
(٨) في (ع): فيذاكرون.
(٩) في (ع): ويبكون.
(١٠) ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين ٤/ ٤١٢؛ وأبو محمد عبد الحق في العاقبة ص (٤٠).
(١١) في الحلية ٦/ ٣٨٧.
(١٢) سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري الكوفي، المجتهد، شيخ الإسلام، إمام الحافظ، سيد العلماء العالمين في زمانه، مصنف كتاب الجامع. توفي سنة ١٢٦ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٢٩ - ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>