للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وروي أنهم يأكلون جميع حشرات الأرض من الحيات والعقارب، وكل ذي روح مما خلق في الأرض، وليس الله خلق ينمى نماؤهم في العام الواحد، ولا يزداد كزيادتهم، ولا يكثر ككثرتهم، يتداعون تداعي الحمام، ويعوون عواء الذئب، ويتسافدون حيث التقوا تسافد البهائم.

في كتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم: ومنهم من له قرن وذنب وأنياب بارزة، يأكلون اللحوم نيْئَة.

وقال كعب الأحبار: خلق يأجوج ومأجوج على ثلاثة أصناف: صنف أجسامهم كالأرز، وصنف أربعة أذرع طولًا، وصنف أربعة أذرع عرضًا، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى فيأكلون [مشايم] (١) نسائهم، ذكره أبو نعيم (٢).

وذكر عبد الملك بن حبيب (٣): أنه قال في قول الله ﷿ في قصة ذي القرنين ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)[الكهف: ٨٥] يعني منازل الأرض ومعاليها وطرفيها (٤) ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ يعني الجبلين الذين خلفهما يأجوج ومأجوج ﴿وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا﴾ يعني كلامًا ﴿قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ قال عبد الملك: وهما أمتان من ولد يافث بن نوح مدّ الله لهما في العمر، وأكثر لهما في النسل حتى لا يموت الرجل من يأجوج ومأجوج حتى يولد له ألف ولد، فولد آدم كلهم عشرة أجزاء ويأجوج ومأجوج منهم تسعة أجزاء، وسائر ولد آدم كلهم واحد.

قال عبد الملك: كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرض القوم الذين هم قريب منهم فلا يدعون لهم شيئًا إذا كان أخضر إلا أكلوه ولا يابسًا إلا حملوه،


(١) ما بين المعقوفتين من (ظ، الحلية).
(٢) في الحلية ٦/ ٢٤.
(٣) عبد الملك بن حبيب البصري، أبو عمران الجوني، الإمام الثقة، روي عن أنس بن مالك، وجندب البجلي، وطائفة، روى عنه الحمادان وآخرون، توفي سنة ١٣٢ هـ، السير ٥/ ٢٥٥.
(٤) هكذا في (الأصل): و (ع)، وفي (ظ): ومعالها وطرفها، ولعل الصواب: منازل الأرض: معاليها وأطرافها.

<<  <  ج: ص:  >  >>