للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما يأتي (١). هذا إن صح إحياؤهما (٢)، وقد سمعت (٣) أنَّ الله تعالى أحيى له عمه أبا طالب، وآمن به، والله (٤) أعلم. وقد قيل: إنَّ الحديث في إيمان أمِّه وأبيه موضوع يردَّه القرآنُ العظيم، والإجماعُ، قال الله تعالى: ﴿وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾ [النساء: ١٨] (٥)، فمن مات كافرًا (٦)، لم ينفعْه الإيمان بعد الرجعة، بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع، فكيف بعد الإعادة.

وفي التفسير أنه قال: "ليت شِعْرِي ما فعل أبواي؟ فنزل: ﴿وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾ [البقرة: ١١٩] (٧).

قال المؤلف: ذكرَه الحافظ أبو الخطاب عمرُ بنُ دِحْية (٨)، وفيه نظرٌ؛ وذلك أن فضائل النبي وخصائصه لم تزل تتوالى، وتتابع إلى حين مماته؛ فيكون هذا ممَّا فضَّله الله تعالى وأكرمَه به، وليس إحياؤهما، وإيمانُهما به (٩)


(١) (على ما يأتي): ليست في (ع، ظ).
(٢) تعليق إحياء والدي النبي على صحة الحديث، ثم تقرير ذلك الإحياء بعد عدة أسطر، يدل على أن المسألة لم تتحرر عند المصنف.
(٣) مسائل الاعتقاد تحتاج إلى أدلة أقوى من مجرد السماعات والبلاغات.
(٤) في (ظ): فالله.
(٥) جاء في هذا الموضع في (ع، ظ): وقال عز من قائل: ﴿فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ﴾.
(٦) في (ظ): فمن مات وهو كافر.
(٧) ذكره ابن جرير في تفسيره ١/ ٥٦٣ من طريق محمد بن كعب القرظي وذكر له طريقًا آخر من طريق داود بن أبي عاصم، ط. دار الكتب العلمية - بيروت، قال الشيخ أحمد محمد شاكر: وهما إسنادان ضعيفان، انظر: تفسير الطبري ٢/ ٥٥٨ - ٥٥٩ رقم ١٨٧٥، ١٨٧٦. تحقيق محمود محمد شاكر، تخريج أحمد محمد شاكر ط. الثانية - دار المعارف بمصر، وضعفه السخاوي في الفتاوى الحديثية له ص (٣١٠).
(٨) عمر بن حسن بن علي أبو الخطاب الكلبي، توفي سنة ٦٣٣ هـ، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٨٩.
(٩) (به): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>