للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى قبورهم.

هذا من كان منهم على شريعته، ويشاهد غسله ودفنه

وأما المشرك فلا يشاهد شيئاً من ذلك لأنه قد هوى به.

وأما المنافق فمثل الثاني يرد ممقوتاً مطروداً إلى هوى.

وأما المقصورن المؤمنون فتختلف أنواعهم، فمنهم ترده صلاته، لأن العبد من إذا قصر في صلاته سارقاً لها.

تلف كما يلف الثوب الخلق، ويضرب بها وجهه.

ثم تعرح وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني، ومنهم من ترده زكاته لأنه إنما يزكي ليقال: فلان متصدق، وربما وضعها عند النساء، ولقد رأيناه عافانا الله مما حل به، ومن الناس من يرده صومه، لأنه صام عن الطعام ولم يصم عن الكلام فهو رفث وخسران فيخرج الشهر وقد بهرجه، ومن الناس من يرده حجه، لأنه إنما حج ليقال فلان حج، أو يكون حج بمال خبيث، ومن الناس من يرده العقوق، وسائر أحوال البر كلها، لا يعرفها إلا العلماء بأسرار المعاملات، وتخليص العمل الذي للملك الوهاب، فكل هذه المعاني جاءت بها الآثار والأخبار، كالخبر الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه في رد الأعمال وغيره، فإذا ردت النفس إلى الجسد ووجدته قد أخذ في غسله إن كان قد غسل فتقعد عند رأسه حتى يغسل، فإذا أدرج الميت في أكفانه صارت

<<  <   >  >>