للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: سمعت (١) شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي بثغر الإسكندرية (٢) يقول: حضرت أخا شيخنا أبي (٣) جعفر أحمد بن محمد القرطبي بقرطبة وقد احتُضر فقيل له: قل لا إله إلا الله، فكان يقول: لا، لا، فلما أفاق ذكرنا ذلك له فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن يساري يقول أحدهما: مت يهوديًا فإنه خير الأديان، ويقول الآخر مت نصرانيًا فإنه خير الأديان، فكنت أقول لهما: لا لا، إليّ تقولان (٤) هذا؟! وقد كتبت بيدي في كتاب الترمذي والنسائي عن النبي : "إن الشيطان يأتي أحدكم عند موته فيقول: مت يهوديًا مت نصرانيًا "فكان الجواب لهما لا لكم.

قلت: (٥) [و] (٦) تصفحت كتاب الترمذي أبي عيسى وسمعت جميعه فلم أقف على هذا الحديث (٧) فيه، فإن كان في بعض النسخ فالله أعلم، وأما كتاب النسائي فسمعت بعضه وكان عندي كثير منه فلم أقف عليه (٨)، وهو نُسَخٌ فيحتمل أن يكون في بعضها، والله أعلم (٩).


(١) في (ظ): وقد سمعت.
(٢) في (ظ): بقرطبة.
(٣) في (الأصل): أبا جعفر، والتصويب من (ع، ظ) ولأن موضع الكلمة الإعرابي مضاف إليه، يجر بالياء لأنه من الأسماء الخمسة، وأبو جعفر هذا هو المعروف بابن أبي حُجة، وهو أيضًا من شيوخ المصنف، انظر: ص (٣٥).
(٤) في (ظ): إلي لا تقولان.
(٥) في (ظ): قال الشيخ : ومثل هذا عن الصالحين كثير يكون الجواب للشيطان لا لمن يلقنه الشهادة.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) جملة: (أبي عيسى وسمعت جميعه فلم أقف على هذا الحديث) مقطوعة في (ع).
(٨) وبحثت أيضًا في سنن النسائي والترمذي المطبوعين فلم أجد هذا الحديث.
(٩) (فيحتمل أن يكون في بعضها والله أعلم) ليست في (ع، ظ). وفي قول المصنف: (فإن كان في بعض النُسَخ)، وقوله أيضًا: (وهو نُسَخٌ فيحتمل أن يكون في بعضها) دليل على أهمية تحقيق كتب التراث الإسلامي لما فيه من المقارنة بين النسخ المخطوطة، وإثبات الفروق بينها في الحواشي، وبالتالي حل إشكالات النُسَخ من: تصحيف وتحريف .. إلخ، كما فيه دليل على أدب المصنف من عدم تخطئته لأهل العلم إذا كان هناك مخرج أو احتمال لصحة ما قالوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>