للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نتوسل إلى الله برسوله (١)، فقمت معه تجاه القبر (٢)، فقال: ما حاجتك؟ قلت: العفو، فدعا دعاءً خفيفًا (٣) فأمَّنت، ثم مال على جدار القبر فإذا هو ميت (٤)، فتنحيت عنه حتى فطن الناس له، وجاء أولاده ومواليه فاحتملوه، فجهزوه (٥) وصليت عليه فيمن صلى (٦).

ويقال: إن ملكًا من ملوك اليونان استعمل على ملبسه أمةً أدبها بعض الحكماء، فألبسته يومًا ثيابه، وأرته المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء، فاستدعى المقراض وقصها، فأخذتها الأمة وقبَّلتها ووضعتها على (٧) كفها وأصغت أذنها (٨) إليها، فقال لها الملك: إلى أي شيء تصغين؟! فقالت: إني سمعت هذه المبتلاة بفقد كرامة قرب الملك تقول قولًا عجبًا (٩)، قال: ما هو؟ قالت لا يجترئ لساني على النطق به، قال: قولي آمنة ما لزمت الحكمة، فقالت ما معناه أنها تقول: أيها الملك المسلط (١٠) إلى أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري (١١)، وكأنك بهن وقد (١٢) خرجن عليك فإما أن يعجلن الفتك بك، وإما أن ينقصن شهوتك (١٣) وقوتك وصحتك حتى تعد الموت (١٤) غنمًا، قال: اكتبي كلامك، فكتبته فتدبره، ثم نبذ ملكه. في حديثٍ هذا (١٥) المقصود منه.


(١) التوسل إلى الله تعالى برسوله إنما يكون بالإيمان به، وطاعته، ومحبته . أما ما يفعله كثير من العامة من التوسل إلى الله تعالى بذات وجاه النبي فهو من البدع والمحدثات في الدين. وانظر في ذلك كتاب: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية؛ وكتاب خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء لمقيده.
(٢) السّنة أن يستقبل الداعي القبلة، كما في دعائه يوم عرفة وعند الجمرات، انظر: صحيح مسلم ٢/ ٨٩٠، ح ١٢١٨.
(٣) في (ع): خفيًا.
(٤) في (ظ): ميت .
(٥) في (ع، ظ): وجهزوه.
(٦) في (ع): رحمة الله عليه.
(٧) في (ع): في.
(٨) في (ع): بأذنها.
(٩) في (ع، ظ): عجيبًا.
(١٠) في (ع): المسلط عليّ.
(١١) في (ظ): ثأري.
(١٢) في (ع، ظ): قد.
(١٣) في (ظ): شهواتك.
(١٤) في (ع): للموت.
(١٥) في (ظ): هذا هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>