للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وكثير (١) من الأحاديث تدل على هذا القول (٢)، وأن المؤمن يصل إليه ثواب العمل الصالح من غيره، وفي الصحيح عن النبي : "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" (٣)، وقال للرجل الذي حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه: "حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة" (٤)، وروي أن (٥) عائشة اعتكفت عن أخيها عبد الرحمن بعد موته، وأعتقت عنه، وقال سعد (٦) للنبي : "إن أمي توفيت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء" (٧)، وفي الموطأ (٨) عن عبد الله بن أبي بكر عن عمته (٩) أنها حدثته عن جدته أنها جعلت على نفسها مشيًا إلى مسجد قباء فماتت ولم تقضه، فأفتى عبد الله بن عباس ابنتها (١٠) أن تمشي (١١) عنها.


= وقوله سبحانه: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾، وقوله ﷿: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾، وكدعاء المصلين للميت ولمن زاروا قبره من المؤمنين، فالآية ليست في ظاهرها إلا أنه ليس له إلا سعيه وهذا حق فإنه لا يملك ولا يستحق إلا سعي نفسه، وأما سعي غيره فلا يملكه ولا يستحقه لكن هذا لا يمنع أن ينفعه الله ويرحمه به كما أنه دائمًا يرحم عباده بأسباب خارجة عن مقدورهم، انظر: مجموع الفتاوى ١٨/ ١٤٣، ٧/ ٤٩٩ - ٥٠١، ٢٤/ ٣٠٦ - ٣١٣، ٢٤/ ٣٦٦ (بتصرف يسير).
(١) (قلت: وكثير): ساقطة من (ظ).
(٢) في (ع، ظ): وتشهد له.
(٣) أخرجه البخاري ٢/ ٦٩٠، ح ١٨٥١؛ ومسلم ٢/ ٨٠٣، ح ١١٤٧.
(٤) أخرجه أبو داود في السنن ٢/ ١٦٢، ح ١٨١١؛ وابن ماجه ٢/ ٩٦٩، ح ٢٩٠٣؛ وابن حبان في صحيحه ٩/ ٢٩٩، ح ٣٩٨٨، صححه الألباني، انظر: صحيح ابن ماجه ٢/ ١٥١، ح ٢٣٤٧.
(٥) في (ظ): عن.
(٦) سعد بن معاذ .
(٧) أخرجه النسائي في المجتبى ٦/ ٢٥٤، ح ٣٦٦٥؛ وابن ماجه ٢/ ١٢١٤، ح ٣٦٨٤؛ وابن حبان في صحيحه ٨/ ١٣٥، ح ٣٣٤٨، حسنه الألباني، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٢٩٨، ٢٩٧١.
(٨) موطأ مالك ٢/ ٤٧٢، ح ١٠٠٨.
(٩) عمرة بنت حزم الأنصارية، انظر: شرح الزرقاني على الموطأ ٣/ ٧٥.
(١٠) (ابنتها): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع الموطأ.
(١١) في (ع، ظ): يمشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>