للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذنبه، فيذكيه فيأكلون فيجدون في لحمه طعم كل رائحة في الجنة، ثم يعودان وينظرون إلى منازلهم من (١) الجنة، ويدعون الله ﷿ أن تقوم الساعة، فإذا توفي العبد المؤمن بعث الله ﷿ إليه (٢) ملكين، وأرسل إليه (٣) بخرقة من الجنة فقالا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى روح وريحان، ورب عنك راضٍ، فتخرج كأطيب ريح من مسك ما وجدها أحد بأنفه قط، والملائكة على أرجاء السماء يقولون: قد جاء من الأرض (٤) روح طيبة، ونسمة طيبة، فلا تمر بباب إلا فتح لها، ولا بملك إلا دعا لها وصلى عليها حتى يؤتى بها الرحمن فتسجد الملائكة، ثم يقولون: هذا عبدك فلان قد توفيته، وكان يعبدك ولا يشرك بك شيئًا، فيقول: مروه فليسجد (٥) فتسجد النسمة، ثم يدعى ميكائيل فيقول: اذهب بهذه فاجعلها (٦) مع أنفس المؤمنين حتى أسألك عنها يوم القيامة، ثم يؤمر فيوسع عليه قبره سبعين ذراعًا عرضه، وسبعين ذراعًا طوله، وينبذ (٧) له فيه الرياحين، ويستر بالحرير، فإن كان معه شيء من القرآن كفاه نوره، وإن لم يكن معه جعل الله (٨) في قبره نورًا مثل نور الشمس، ويكون مثله كمثل (٩) العروس ينام فلا يوقظه إلا أحب أهله إليه، قال: فيقوم من نومه كأنه لم يشبع من نومته. وإذا توفي العبد الفاجر (١٠) أرسل الله إليه ملكين، وأرسل بقطعة من نجاد (١١) أنتن من كل نتن، وأخشن من كل خشن، فقالا لها: اخرجي أيتها الروح الخبيثة، اخرجي إلى حميم وعذاب، ورب عليك غضبان، اخرجي وساء ما قدمت لنفسك، فتخرج كأنتن رائحة وجدها أحد بأنفه قط، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون: قد جاء من الأرض روح خبيثة، ونسمة خبيثة، فتغلق دونها أبواب السماء، ولا تصعد إلى السماء، ثم يؤمر فيضيق عليه


(١) في (ع): في.
(٢) (إليه): ليست في (ظ).
(٣) (إليه): ليست في (ع).
(٤) (من الأرض): ليست في (ظ).
(٥) في (ظ): أن يسجد.
(٦) في (ظ): فادخلها.
(٧) في (مجمع الزوائد): ينبت.
(٨) في (ع): جعل الله له.
(٩) في (ظ): مثل.
(١٠) في (ع، مجمع الزوائد): الكافر.
(١١) النَّجْدُ: ما يُنجّدُ به البيت من المتاع، أي يزين: والجمع نجود، الصحاح ٢/ ٥٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>