للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآدميين؛ إذ الدَّين ليس مختصًا بالمال على ما يأتي (١)، ولهذا قال علماؤنا (٢): أحوال الشهداء طبقات (٣) مختلفة، ومنازل متباينة يجمعها أنهم يرزقون، وقد تقدم (٤) قوله : "من مات مريضًا مات شهيدًا، وغدي وريح عليه (٥) برزقه من الجنة".

وهذا نص في أن الشهداء مختلفو الحال، وسيأتي كم الشهداء (٦)؟ إن شاء الله تعالى.

الخامس: فإن قيل فقد روى ابن ماجه (٧) عن أبي أمامة أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: "لشهيد (٨) البحر مثل شهيد (٩) البر، والمائد (١٠) في البحر كالمتشحط في دمه في البر، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله، وإن الله وكّل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ولشهيد البحر الذنوب كلها (١١) والدين".

قلنا: الدين إذا أخذه المرء في حق واجب لفاقة و (١٢) عسر ومات ولم يترك وفاءً للدين فإن الله لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله شهيدًا كان أو غيره؛ لأن على السلطان فرضًا (١٣) أن يؤدي عنه دينه (١٤) قال : "من ترك


(١) ص (٦٤١) وما بعدها.
(٢) في (ظ): رحمة الله عليهم.
(٣) في (ظ): أطباق.
(٤) تقدم ص (٤٢١).
(٥) في (ظ): وغدي وريح.
(٦) ص (٤٣٨).
(٧) في سننه ٢/ ٩٢٨، ح ٢٧٧٨؛ وابن أبي شيبة في مصنفه بنحوه ٤/ ٢١٣، ح ١٩٤٠٥؛ وقال الألباني: ضعيف جدًّا، انظر: ضعيف ابن ماجه ص (٢٢٤ - ٢٢٥)، ح ٦١١.
(٨) في (ظ، ابن ماجه): شهيد.
(٩) في (ع، ابن ماجه): شهيدي.
(١٠) هو الذي يدار رأسه من ريح البحر، واضطراب السفينة بالأمواج، النهاية في غريب الأثر ٤/ ٣٧٩.
(١١) (كلها): ليست في (ظ).
(١٢) في (ع، ظ): أو.
(١٣) (فرضًا): ليست في (ظ).
(١٤) ذكر المؤلف في تفسيره الموارد التي يؤدي منها السلطان الدَّين ٤/ ١٧٥ فقرة رقم ٢٧٤، ثم أحال المؤلف إلى هذا الموضع من التذكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>