الخصوص من بين كتبه: الجامع لأحكام القرآن، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، وكتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، وذلك من خلال إحالات القرطبي إلى تلك الكتب، فالقرطبي قد أحال في تفسيره إلى التذكرة في أكثر من مائة إحالة، وأحال في التذكرة إلى ثمانية مواضع في تفسيره، وأحيانًا يحيل في بداية التذكرة إلى مواضع في آخر التفسير، ويحيل في بداية التفسير إلى مواضع في أواخر التذكرة، ويحيل في التفسير والتذكرة إلى كتابه الأسنى في الأسماء الحسنى، فمن أمثلة تلك الإحالات إلى كتاب الأسنى، أن القرطبي ذكر في تفسيره أن في مسألة الاستواء أربعة عشر قولًا ثم أحال إلى كتاب الأسنى لمعرفة تفاصيل تلك الأقوال، حيث يقول (١): "قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ هذه مسألة الاستواء وللعلماء فيها كلام وإجراء، وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولًا". وكان من بين تلك الأقوال التي ذكرها في كتاب الأسنى قول السلف الصالح الذي رده المؤلف بعد أن ظهر له أنه الحق كما مرّ بنا قريبًا، وإن كنت أرى أن كتاب الأسنى هو الذي عليه المعول في الحكم على عقيدة المؤلف وذلك لسببين:
الأول: أن القرطبي وضعه أساسًا لبيان مسائل الأسماء والصفات.
الثاني: أنه المرجع الذي يحيل إليه لمن أراد استقصاء المزيد من الأقوال في مسائل الصفات كما في كتاب جامع أحكام القرآن والتذكرة.
فالمؤلف في العقيدة كما في كتبه (الجامع لأحكام القرآن، والتذكرة، والأسنى) من مؤولة الصفات.
وبما أن للمؤلف نقولًا تدل على معرفته التامة بمذهب أئمة السلف في باب الأسماء والصفات، وقد مرّ بنا قريبًا تصريحه بأنه الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة، فربما قبل موته رجع إلى مذهب السلف.