للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر (١):

صلاة وتسبيح وإعطاء سائل … وذي رحم تبتل (٢) منك إصبع

وقال آخر (٣):

من يجعل الله عليك إصبعًا … في الخير والشر يلقاه معًا

فإن قيل: كيف جاز إطلاق الشمال على الله تعالى وذلك يقتضي النقص؟.

قيل: هو مما انفرد به عمر بن حمزة عن (٤) سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبد الله بن مقسم عن ابن عمر ولم يذكر فيه الشمال، ورواه أبو هريرة وغيره عن النبي (٥) ولم يذكر فيه واحد منهم الشمال (٦).

قال البيهقي (٧): وروى ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة إلا أنه ضعيف بمرة، تفرد بإحداهما جعفر بن الزبير والآخر يزيد الرقاشي وهما


(١) لم أقف عليه.
(٢) في (ع، ظ): تبل.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) من هذا الموضع قطع في (ع) إلى قوله: ولا نكيفها.
(٥) من هذا الموضع بياض في (ع).
(٦) لفظ الشمال ورد في رواية لمسلم في صحيحه ٤/ ٢١٤٨، ح ٢٧٨٨؛ وأبي يعلى في مسنده ٩/ ٤١٠ - ٤١١، ح ٥٥٥٨ وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٤٥: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن حماد سجادة فهو ثقة، وورد في رواية الطبراني في الأوسط ٢/ ٨٦، ح ١٣٣١؛ واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/ ٤١٨، ح ٧٠٢.
قال الشيخ ابن عثيمين : إذا كانت لفظة "شمال" محفوظة فهي لا تنافي "كلتا يديه يمين"، لأن المعنى أن اليد الأخرى ليست كيد الشمال بالنسبة للمخلوق ناقصة عن اليد اليمنى، فلما كان الوهم يذهب إلى أن إثبات الشمال يعني النقص في هذه اليد دون الأخرى قال: "وكلتا يديه يمين"، انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد ٣/ ٢٩٦ - ٢٩٧ باختصار، وعليه يكون "كلتا يديه يمين" جاء تأكيدًا لنفي النقص والضعف عن يد الله تعالى المتوهم.
(٧) قاله في كتابه الأسماء والصفات ٢/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>