للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: ٩٢ - ٩٣]، قال أهل التأويل: عن لا إله إلا الله (١).

وقد قيل: إن الكفار يحاسبون بالكفر باللَّه الذي كان طول العمر شعارهم ودثارهم وكل دلالة من دلائل الإيمان خالفوها وعاندوها فإنهم يبكتون (٢) ويسألون عنها ويسألون عن الرسل وتكذيبهم (٣) إياه (٤) لقيام الدلائل على صدقهم (٥).

(٦) وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)[العنكبوت: ١٢ - ١٣] والآي في هذا المعنى كثيرة، ومن تأمل آخر سورة المؤمنين: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ [المؤمنون: ١٠١] إلى آخرها يتبين له الصواب في ذلك والحمد لله على ذلك.

وذكر ابن المبارك (٧) عن شهر بن حوشب عن ابن عباس : أن بعد أخذ النار هؤلاء الثلاثة تنشر الصحف وتوضع الموازين ويدعى الخلائق للحساب، وشهر: ضعّفه مسلم في كتابه (٨) وغيره (٩).

وذكر اللالكائي (١٠) (١١) عن عائشة قالت: لا يحاسب رجل يوم


(١) ذكره ابن جرير في تفسيره ١٤/ ٦٧.
(٢) في (ع، ظ): يبكتون عليها.
(٣) في (ع): تكذيبهم بهم.
(٤) (إياه): ليست في (ظ).
(٥) جاء في هذا الموضع في (ع، ظ): وذكر اللالكائي عن عائشة قالت: لا يحاسب رجل يوم القيامة إلا دخل الجنة. وقد تأخر في الأصل بعد عدة أسطر.
(٦) من هذا الموضع. . . إلى قوله: والحمد لله على ذلك ليس في (ع، ظ).
(٧) في الزهد (الزوائد) ص (١٠١ - ١٠٣)، ح ٣٥٣.
(٨) في صحيحه ١/ ١٧.
(٩) النسائي في الضعفاء والمتروكين ص (٥٦) رقم ٢٩٤؛ وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٤/ ٣٧؛ والعقيلي في الضعفاء ٢/ ١٩١.
(١٠) الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، اللالكائي، الشافعي، قال الخطيب: صنف كتابًا في السنة - وهو شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - توفي سنة ٤١٨ هـ، السير ١٧/ ٤١٩.
(١١) في (ع، ظ): في سننه.

<<  <  ج: ص:  >  >>