للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم، وأحمد صقر وغيرهم" (١).

فمما سبق يتضح أن مفهوم التحقيق يتجه بالدرجة الأولى إلى الاهتمام بنص الكتاب من حيث ضبطه ومعالجة نصوصه وإثبات فروق النسخ؛ لاحتمال أن يكون ما بتلك النسخ هو الصواب، وأما من لم يفعل ذلك فلا يحق له أن يكتب على عمله: حققه فلان، وإنما من الأمانة العلمية أن يكتب عليه الجهد الذي قام به في الكتاب كأن يقول: خرّج أحاديثه، أو علق عليه، لأن هذه الأمور من مراحل التحقيق، وليست هي كل التحقيق، ويسمي بعض المحققين هذه المرحلة بمرحلة تخريج النصوص والتعليقات (٢) وهي مرحلة مهمة في التحقيق دون شك، وإن كانت اهتمامات بعض المحققين الذين لهم خبرة في التحقيق كالأستاذ عبد السلام محمد هارون تتجه بالدرجة الأولى إلى معالجة مشاكل النص: بتصحيح أخطائه من تصحيف وتحريف وزيادة ونقص، وإثبات فروق النسخ في أعمالهم التحقيقية (٣).

ومما يُذْكَرُ هنا للأخ البسطويسي أنه كتب على عمله في كتاب التذكرة: خرّج أحاديثه، ولم يقل حققه؛ لأنه اهتم بعمل معين فذكره، وأما مفهوم التحقيق فيدخل فيه بالإضافة إلى معالجة النصوص وإثبات الفروق بين النسخ: تخريج الآيات والأحاديث وتوثيق النصوص .. إلى غير ذلك من التعليقات التي تخدم الكتاب.

الملحوظة الثالثة: خلت بعض طبعات الكتاب تمامًا من عزو النصوص إلى مصادرها، عدا بعض الطبعات فقد عزت عددًا من النصوص الحديثية فقط إلى مظانها - تتفاوت الطبعات في ذلك - وحتى هذه الطبعات إنما اكتفت في توثيق النصوص الحديثية بإثبات الجزء والصفحة أو الكتاب والباب اللذين ورد


(١) تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل ص (٣٦ - ٣٧)، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية.
(٢) انظر: تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل ص (٢٠٩).
(٣) انظر: الكتب التي حققها عبد السلام محمد هارون، وكذلك كتاب تحقيق النصوص ونشرها له، أول كتاب عربي في هذا الفن، يوضح مناهجه ويعالج مشاكله.

<<  <  ج: ص:  >  >>