للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنهم من يجوز على الصراط على مائة عام وآخر يجوزه على ألف عام [و] (١) مع ذلك كله لن تحرق النار من رأى ربه عيانًا لا يضام في رؤيته".

فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مدلهمة، قد لظى سعيرها وعلا لهيبها، وأنت تمشي أحيانًا وترجف أخرى.

قال (٢):

أبت نفسي تتوب فما احتيالي … إذا برز العباد لذي الجلال

وقاموا من قبورهم سكاري … بأوزار كأمثال الجبال

وقد نُصب الصراط لكي يجوزوا … فمنهم من يكب على الشمال

ومنهم من يسير لدار عدن … تلقاه العرائس بالغوال

يقول له المهيمن يا وليي … غفرت لك الذنوب فلا تبالي

وقال آخر (٣):

إذا مُد الصراط على جحيم … تصول على العصاة وتستطيل

فقوم في الجحيم لهم ثبور … وقوم في الجنان لهم مقيل

وبان الحق وانكشف الغطا (٤) … وطال الويل واتصل العويل

ذكر مسلم (٥) من حديث أبي هريرة وفيه: "فيأتون محمدًا فيقوم ويؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان بجنبتي الصراط يمينًا وشمالًا فيمر أولهم كالبرق الخاطف قال: قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: ألم تر إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم القائم على الصراط يقول: رب (٦)


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة).
(٢) لم أقف على القائل.
(٣) لم أقف على القائل.
(٤) في (ظ): المغطى.
(٥) في صحيحه ١/ ١٨٦ - ١٨٧، ح ١٩٥.
(٦) في (ع، ظ): يا رب، والأصل متوافق مع صحيح مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>