للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله يقول: "يوضع الصراط بين ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج (١) به ثم ناج، ومحتبس به ومنكوس فيها".

وذكر ابن المبارك (٢) قال: حدثنا هشام بن حسان عن موسى بن أنس عن عبيد بن عمير: "إن الصراط مثل السيف على جسر جهنم وأن لجنبيه كلاليب وحسكًا، والذي نفسي بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر".

قال (٣): وأخبرنا رشدين بن سعد (٤) عن عمر بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا أن الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعض مثل الوادي الواسع.

قال (٥): وأخبرنا عوف عن عبد الله بن سفيان العقيلي قال: يجوز الناس يوم القيامة الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم، فيجوز الرجل كالطرف في السرعة وكالسهم المرمي وكالطير السريع الطيران وكالفرس الجواد المضمر، ويجوز الرجل يعدو عدوًا، والرجل يمشي مشيًا، حتى يكون آخر من ينجو (٦) يحبو حبوًا.

وذكر هناد بن السري (٧) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا سفيان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال: قال عبد الله: يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم [قال] (٨) فيمر الناس على قدر أعمالهم، أولهم كلمح البرق ثم كمر الريح، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعيًا، حتى يمر الرجل ماشيًا، ثم يكون آخرهم يتلبط (٩) على بطنه، ثم يقول:


(١) هو الناقص لسان العرب ٢/ ٢٤٨.
(٢) في الزهد (في الزوائد) ص (١٢٠)، ح ٤٠٣.
(٣) أي ابن المبارك في الزهد ص (١٢٢)، ح ٤٠٦.
(٤) في (الأصل): رشيد بن سعد، والتصويب من (ع، ظ، الزهد لابن المبارك).
(٥) أي ابن المبارك في الزهد له ص (١٢٢)، ح ٤٠٨.
(٦) في (الزهد لابن المبارك): يجوز.
(٧) في الزهد له ١/ ١٩٨، ح ٣٢٢.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الزهد لهناد).
(٩) قال الجوهري: لُبِطَ به يُلْبَطُ لَبْطًا إذا سقط من قيام، وكذلك إذا صُرِع. الصحاح ٣/ ١١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>