وأخرجه الحاكم ١/٣٦٩، وابن حبان (٣٠٣٤) من طريق إبراهيم بن عَقِيل ابن مَعْقِل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله، فذكر الحديث. ووقع في الحديث عند الحاكم: ولا يصلى عليه، وعند ابن حبان: أو يصلى عليه. وقالا في روايتهما: "إذا ولي أحدكم أخاه"، بدل: "إذا كفن أحدكم ". وإسناده قوي. وأخرجه العقيلي ٣/٤٧٤-٤٧٥، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/٩٠٩ من طريق القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده، عن جابر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا ترمسوا موتاكم، لا تدفنوا بليل". وفيه القاسم بن محمد بن عبد الله، وهو متروك، وبه أعله ابن الجوزي. وسيأتي الحديث من طريق سليمان بن موسى، عن جابر برقم (١٤١٤٦) ، ومن طريق نصر بن راشد، عمن حدثه، عن جابر برقم (١٥٢٨٧) . وفي اختيار الكفن الحسن انظر ما سيأتي برقم (١٤٦٠١) . وفي هذا الباب عن أبي قتادة عند الترمذي (٩٩٥) ، وابن ماجه (١٤٧٤) . وإسناده حسن. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غير طائل"، أي: حقير غير كامل الستر. وقوله: "فزجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقبر الرجل بالليل": اختلف أهل العلم في الدفن ليلاً: فكره الحسن البصري ذلك إلا لضرورة، ومما يستدل له به حديث جابر هذا، والصحيح أن النهي في هذا الحديث ليس هو من طريق منع الدفن ليلاً على إطلاقه، وإنما هو لعلةِ، وقد قيل في تعليله: إن الدفن نهاراً يحضره كثير من الناس، ويصلون عليه، ولا يحضره في الليل إلا أفراد قليلون، فيفوته كثرة دعاء المسلمين المرغب فيه. وقيل: إنه لإرادة رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلي على جميع موتى المسلمين، لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير بصلاته عليهم. وقيل: إن سبب ذلك أن قوماً كانوا يسيئون اكفان موتاهم، فيدفنونهم=