(٢) حديث غريب، وإسناده ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي راشد، فلم يرو عنه غيرُ عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجاله عدا التنوخي رجال الصحيح، غير أن يحيى بن سُليم- وهو الطائفي القرشي- وابنَ خُثَيم فيهما كلام ينزلهما عن رتبة الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن نَجيح البغدادي ابن الطبَّاع، والتنوخي كان كافراً حين لقي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويضربُ علماءُ الحديث هذا الحديث مثلاً للمرسل المتصل، وهو فيمن لقي في حال كفره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه شيئاً، ثم أسلم بعد وفاته، وحدث بما سمعه، فإنه مع كونه تابعيا محكومٌ لما سمعه بالاتصال لا الإرسال. وأخرجه مختصراً أبو عبيد في "الأموال" (٦٢٥) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (٩٦١) عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٣/٢٧٦-٢٧٧، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/٢٦٦ عن الحميدي، عن يحيى بن سُلَيم، به، مختصراً أيضاً. وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" ٥/١٥-١٦ وعزاه إلى أحمد، ثم قال: هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به! تفرد به الإمام أحمد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/٢٣٤-٢٣٦، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك. قلنا: رواية عبد الله بن أحمد ستأتي ٤/٧٤-٧٥ و٧٥. وفات الهيثمي نسبته إلى الإمام أحمد. قال السندي: قوله: "قد بلغ الفَنَد" بفتحتين، أي: ضعف الرأي من الكِبَر. "فبعث دحية": ظاهره أنه بعث من تبوك، والمعروف أنه كان آخر سنة ست، بعد أن رجع من الحديبية، وغزوة تبوك كانت سنة تسع، فلعله أعاد ذلك مرة ثانية.