خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها". وأخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء: كان يقال: الرؤيا على ما أَوَّلت. وقوله: "الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف (٧١٨٣) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (٧٠٤٤) . وقوله: "لا يقصها إلا على وادّ أو ذي رأي". له شاهد من حديث طويل لأبي هريرة عند الترمذي (٢٢٨٠) ، والدارمي ٢/١٢٦، ولفظه عند الترمذي "لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: هذا حديث حسن صحيح، قلنا: وسيأتي بنحو هذا اللفظ في الرواية رقم (١٦١٨٣) . قال السندي: قوله: "على رجل طير"، بكسر الراء: أي كأنها معلقة برجل الطير. قيل: هذا مَثَلٌ، والمراد أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر، فإن الطير في غالب أحواله لا يستقر، فكيف ما يكون على رجله؟ قوله: "ما لم تعبر"، على بناء المفعول: من عبر كنصر، ويجوز التشديد. وقوله: "جزء.. إلخ": حقيقة التجزؤ لا تُدْرى، والروايات أيضاً مختلفة، والقدر الذي أريد إفهامه هو أن الرؤيا لها مناسبة بالنبوة من حيث إنها اطلاع على الغيب بواسطة الملك إذا كانت صالحة. قوله: "لا يقصها": أي: الرائي، أي: لا ينبغي له أن يقص. قوله: "إلا على وادّ"، بتشديد الدال: أي محب للرائي ليعبرها بأحسن عبارة. (١) في (ص) و (م) : عدس، وتقرأ في (س) على الوجهين. قلنا: رواية حماد بن سلمة: حدس- بالحاء- وانظر كلامنا عليه في الرواية رقم (١٦١٨٢) .