وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١/١١٥-١١٦ مختصراً من طريق إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/٣٠١- ٣٠٤ من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (١٩٤) من طريق جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وأخرج قسماً منه الطبراني (١٤٧٩) من طريقين عن ابن إسحاق، به. وجلْدين أي: قوين. ويُسْتَطْرف، أي: مما يندر وجوده ويستحسن من الأشياء. والأدم: جمع أديم، وهو الجلد. والبطريق: رئيس الأساقفة، أو الحافق في الحرب. وصبا، بدون همز: أي مال، وصبا بالهمز: أي ترك دينه وخل ديناً آخر. وقوله: فإن قومهم أعلى بهم غيناً أي: أبصر بهم وأعلم بحالهم. قال السهيلي في "الروض الأنف" ٢/٩٢-٩٣: أي: أبصر بهم، أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم، فالعين هاهنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التي هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً إلا مجازاً، لأنها موضع العيان، وقد قالوا: عانه يعينه عيناً: إذا رآه، وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة، والأشهر في"عنت" أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام ليعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة، وأنها إذا أضيفت إلى البارئ سبحانه، فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين؟ وفي التنزيل: {ولتصنع على عيني} وقد أملينا في المسائل المفردات مسألة في هذا المعنى، وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين، وفيها الرد عنى من احتي بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن ربكم ليس بأعور" وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء، وأتبعناه بمعان بديعة في معنى عور الدجال، فلينظر هناك. واستوسق أي: اجتمع. وقول جعفر بن أبي طالب في عيسى صلوات الله عليه: "هو روح الله وكلمته" قال السهيلي: كلمته، أي: قال له كما قال لآدم حين خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ولم يقل: فكان، لئلا يتوهم وقوع الفعل بعد القول بيسير، وإنما هو واقع للحال، فقوله:=