للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (فيكون) مشعراً بوقوع الفعل في حال القول وتوجه الفعل بيسير على القول، لا يمكن مستقدم ولا مستأخر، فهذا معنى الكلمة. وأما روح الله، فلأنه نفخة روح القدس في جيب الطاهرة المقدسة، والقدس: الطهارة من كل ما يشين أو يعيب أو تقذره نفس، أو يكرهه شرع، وجبريل روح القدس، لأنه روح لم يخلق من مَني ولا صدرعن شهوة، فهو مضاف إلى الله سبحانه إضافةَ تشريف وتكريم، لأنه صادر عن الحضرة المقدسة، وعيسى عليه السلام صادر عنه، فهو روحُ الله على هذا المعنى، إذ النفخ قد يسمى روحاً كما قال غيلان يصف النار:
فقلتُ له ارفعْها إليكَ وأحْيها برُوحكَ واقْتَتْهُ لها قِيتَةً قَدْراً
وقوله: "ولا أكاذ"، أي: ولا أخشى أن يلحقني فيه كيد، و"قوماً" نصب على البدل من الضمير في قوله: "لا أسلمهم"، وفي "سيرة ابن هشام": ولا ئكادُ قوئم جاوروني.
وقوله: "والذي جاء به موسى"، قال السندي: لم يقل: عيسى، مع أنه نبيهم، لما فيه من خلاف اليهود، بخلاف موسى، فلم يختلف أحد من الطوائف المعلومة في نبوته.