وأخرج الطبراني في "الكبير" (٨٣٩١) ، وفي "الأوسط" (٢٧٩٠) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص، مرفوعاً، بلفظ: "تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي منادٍ: هل من داع فيُسْتجاب له؟ هل من سائل فَيُعْطَى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار". قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديثَ عن هشام إلا داود، تفرَّد به عبد الرحمن. قلنا: وهذا إسناد، رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن سلام، فهو صدوق، وقد تفرد به كما ذكر الطبراني. ويشهد له حديث أبي هريرة وأبي سعيد الذي أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٨٢) عن إبراهيم بن يعقوب، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعاً، بلفظ: "إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي، يقول: هل من داع يُسْتجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يُعْطى؟ " وهذا إسناد صحيح. وانظر ما سلف من حديث أبي هريرة برقم (٧٧٩٢) ومن حديث أبي هريرة وأبي سعيد برقم (١١٢٩٥) . وانظر كذلك كلام القرطبي في تأويل النزول في "المفهم" ٢/٣٨٦-٣٨٧، والحافظ في "الفتح" ٣/٣٠.