ثم قال: وأما الموضع الثاني الذي وهم ابن عيينة فيه في هذا الحديث، فإنه ذكر فيه مسح الرأس مرتين، ولم يذكر فيه أحد "مرتين" غير ابن عيينة، وأظنه- والله أعلم- تأول الحديث: قوله: فمسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر. وما ذكرناه عن ابن عيينة، فمن رواية مسدد ومحمد بن منصور وأبي بكر بن أبي شيبة، كلهم ذكر فيه عن ابن عُيينة ما حكينا عنه، وأما الحميدي، فإنه ميز ذلك فلم يذكره، أو حفظ عن ابن عيينة أنه رجع عنه، فذكر فيه عن ابن عيينة: ومسح رأسه وغسل رجليه، فلم يصف المسح، ولا قال مرتين، وقال في الإسناد: عن عبد الله بن زيد، ولم يزد، لم يقل ابن عاصم ولا ابن عبد ربه، فتخلََّص. قلنا: وبما تأوله ابن عيينة فسره السندي، فقال: قوله: ومسح برأسه مرتين: عند الإقبال مرة والإدبار مرة، فوافق رواية: مرة. (١) إسناده صحيح على شرط. الشيخين. وأخرجه البيهقي في "السنن" ٥/٢٤٧ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" ١/١٩٧، ومن طريقه أخرجه البخاري (١١٩٥) ، ومسلم (١٣٩٠) (٥٠٠) ، والنسائي في "المجتبى" ٢/٣٥، وفي "الكبرى" (٤٢٨٩) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٨٨٠) و (٢٨٨١) ،=