وقال الطبراني: لا يُرْوى هذا الحديث عن تميم المازني إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به سعيد بن أبي أيوب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢٨٦) عن هارون بن ملول المصري، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به بلفظ: ومسح بالماء على لحيته ورجليه. فزاد في المتن: على لحيته، وشيخ الطبراني لم نقع له على ترجمة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/٣٥ من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عباد بن تميم، عن عمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح القدمين، وأن عروة كان يفعل ذلك. قلنا: فجعله من حديث عبد الله بن زيد عم عباد، وابن لهيعة سيئ الحفظ. وهذا الحديث ضعفه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ترجمة (٢٣٨) فقال: وهو حديث ضعيف لا تقوم به حجة، وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" ٦/٦٤٤، وقال: وهو طعن مردود، وقال في "الإصابة": رجاله ثقات: وأغرب أبو عمر فقال: إنه ضعيف. قلنا: ولا وجه لتضعيفه، وبخاصة أن لفظ المسح من الألفاظ المشتركة، يطلق بمعنى المسح، ويطلق بمعنى الغسل، وهو المراد هنا، ومن ثم لا يعارض الأحاديث الصحيحة التي وردت في غسل الرجلين كما سلف برقم (١٦٤٣١) ، وبذلك فسره السندي بقوله: ويمسح بالماء على رجليه: أي يغسل به غسلاً خفيفاً، قلنا: وقد سلف التوعد على ترك إسباغ الغَسْل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (٦٩٧٦) ولفظه: تخلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثاً. وفي رواية سلفت برقم (٦٨٠٩) : رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوماَ يتوضؤون وأعقابهم تلوح، فقال: "ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء" وذكرنا هناك=