وقد روي من طرق عن عبد الله بن موهب، عن تميم الداري عند النسائي في "الكبرى" (٦٤١١) (٦٤١٢) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٢/٤٣٩، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٨٥٦) ، والطبراني في "الكبير" (١٢٧٤) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (١٢٦٨) ، والحاكم ٢/٢١٩. وعلقه البخاري بصيغة التمريض في كتاب الفرائض: باب إذا أسلم على يديه، فقال: ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: "هو أولى الناسِ بمحياه ومماته"، واختلفوا في صحة الخبر. قلنا: قد صححه أبو زرعة الدمشقي والحاكم ويعقوب بن سفيان، وضعفه الشافعي وأحمد والبخاري والترمذي، وإنما ضعفه بعضهم من جهة متنه، فقد قال الحافظ في "الفتح" ١٢/٤٧: وجزم (يعني البخاري) في "التاريخ" بأنه لا يصح لمعارضة حديث: "إنما الولاء لمن أعتق"، ويؤخذ منه أنه لو صح سنده لما قاوم هذا الحديث وعلى التنزل فتُرُدِّدَ في الجمع، هل يُخَصُّ عمومُ الحديث المتفق على صحته بهذا، فيُسْتثنى منه من أسلم؟ أو تُؤول الأولويةُ في قوله: "أولى الناس" بمعنى النصرة والمعاونة وما أشبه ذلك لا بالميراث، ويبقى الحديث المتفق على صحته على عمومه؟ جنح الجمهور إلى الثاني، ورجحانه ظاهر. قلنا: وبهذا التأويل تنتفي المعارضة، ويصح الحديث بإسناده المتصل، وقد صححه إضافة إلى من سلف ذكره ابنُ القيم في "تهذيب السنن" ٤/١٨٦. وسيأتي (١٦٩٤٨) (١٦٩٥٣) . قال السندي: قوله: "أولى الناس بمحياه": أي هو أقرب الناس إليه في حياته، فيُحسن إليه ما دام حيًّا.