للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قُلْتُ: لَا قِتَالَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ جَاءَ (١) الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، يَزْيِغُ (٢) اللهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، وَيَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي


= وتحتمل الوجهين في (س) ، وجاء في هامش (ق) : صوابه: أَسَمْتُ. قلنا: وهو ما أثبتناه، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، فقد جاء عند ابن سعد وابن فانع في "معجم الصحابة" ٢/٢٧٧ والطبراني: سُيِّبَت، وجاء عند النسائي: أذال الناس الخيل: وهي بمعنى تركوها. وأسمتُ يعني تركتها تسوم، أي: ترعى.
(١) في (س) و (ص) ، ونسخة السندي: ألا رَحَا، وجاء في هامش (س) ما نصه: في النسخ: الآن جاء. قال السندي: "ألا" بالتخفيف حرف تنبيه، "رَحَا القتال"، أي: يدور، وفي بعض النسخ: الآن جاء القتال، كما في النسائي، أي: الآن اشتدَّ القتالُ، فإنكم قبلُ كنتم تُقاتلون في أرضكم، والآن جاء وقتُ الخروج إلى الأراضي البعيدة. قلنا: قد جاء لفظ "الآن" في رواية النسائي مكرراً، ففيها: الآن الآن جاء القتال.
(٢) في الأصول الخطية و (م) : "يرفع"، وشرح عليها السندي بقوله: رفع الله قلوبَ أقوام عن الإيمان إلى الكفر، وأثبتنا ما جاء في مصادر التخريج، وقد ذكر ابنُ عساكر في "تاريخه" ١/٥٤ أنه الصواب، وشرح عليها السندي في حاشيته على النسائي، فقال: "يُزيغ" من أَزَاغ: إذا مال، والغالبُ استعماله في الميلِ عن الحق إلى الباطل، والمراد: يُمِيلُ الله تعالى ... قلوبَ أقوامِ عن الإيمان إلى الكفر ليُقاتلوهم، ويأخذوا مالهم. ويُحتمل على بُعْدٍ أن المراد: يُميل اللهُ تعالى قلوبَ أقوام إليهم، ليُعينَهم على القتال، ويُرِق اللهُ تعالى أولئك الأقوام المُعِينين من هؤلاء الأمة بسبب إحسان هؤلاء إلى أولئك، فالمرادُ بالأمةِ الرؤساءُ، وبالأقوامِ الأتباعُ، وعلى الأول المرادُ بالأمة المجاهدون من المؤمنين، وبالأقوامِ الكفرةُ، والله تعالى أعلم.