قال أبو عبيدة وكذلك فعل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكل من كان بينه وبينه عهدٌ إلى مدة ثم انقضت، وزادهم في الوقت أيضاً، وبذلك نزل الكتاب. قلنا: هو قوله تعالى في سورة الأنفال [٥٨] : (وإما تخافَنَّ من قومِ خِيانةً فانبذْ إليهم على سَوَاء إنَّ الله لا يُحِبُّ الخائنين) . قال السندي: "يسير"، أي: أيامَ العهد. "فإذا انقضى الأمَدُ غَزَاهم " قبل أن يتهيؤوا للقتال. "وفاءٌ"، أي: يَجِبُ عليك وفاءٌ، أو ليكن منك وفاءٌ لا غَدْرٌ، وهذا الوفاءُ يتضمن نوعَ غَدْرِ لأنهم لا يتوقَّعون خروجه إلا بعد أيام مدة الصلح. "فلا يَحُلَّنَّ" بضم الحاء من الحَلِّ بمعنى نقض العهد، والشدُّ ضده، والظاهِرُ إن المجموع كناية عن حفظ العهد وعدم التعرض له. "أو يَنْبِذ" بكسر الباء، أي يَطْرح العهد إليهم طَرْحاً واقعاً على سواء من حيث العلم يعلمه الكُلُّ على السَّوِيَّةِ، أي: أو ينقُضُه ويُعلِمُهم بالنقض بحيث يظهر الأمرُ على الكلِّ. (١) في (ق) و (ص) و (م) : الشيباني، وهو تحريف، والمثبت من (ظ ١٣) و (س) و"أطراف المسند" ٥/١٥٠.