ومن غير طريق مالك أخرجه البخاري في "تاريخه" ١/١٨٨، من طريق يحيى بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد، به. وسيأتي بالأرقام (١٧٠٤٧) و (١٧٠٦٢) و٥/١٩٢ و١٩٣. وهذا الحديث يُعارضه حديثُ عمران بن حصين الذي أخرجه البخاري (٢٦٥١) ، ومسلم (٢٥٣٥) (٢١٥) ، وسيرد ٤/٤٢٧، ولفظه عند البخاري: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يُسْتَشْهدون ... " وسلف بنحوه من حديث ابن مسعود برقم (٣٥٩٤) . قال الحافظ في "الفتح" ٥/٢٥٩-٢٦٠: اختلف العلماء في ترجيحهما (يعني بين حديث زيد بن خالد وحديث عمران بن حصين) ... فأجابوا بأجوبة أحدها أن المراد بحديث زيد مَنْ عنده شهادةٌ لإنسانٍ بحق لا يعلم بها صاحبُها، فيأتي إليه، فيُخْبِرُه بها، أو يموتُ صاحبُها العالمُ بها، ويُخَلِّف ورثةً، فيأتي الشاهدُ إليهم، أو إلى من يتحدث عنهم، فيُعلمهم بذلك، وهذا أحسنُ الأجوبة. قلنا: ثم سرد الحافظ الأجوبة الأخرى فانظرها. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" ٢٢/٢٧: حديث عمران ليس بمعارض لحديث مالك في هذا الباب، وقد فسَّر إبراهيمُ النخعي حديثَ عمران، فقال فيه كلاماً، معناه: أن الشهادة ها هنا اليمين، أي: يحلف أحدُهما قبل أن يُسْتَحلف، ويحلف حيث لا تُراد منه يمين، واليمين قد تُسمَّى شهادة، قال الله تعالى ذكره: (أربع شهاداتٍ بالله) ، أي: أربع أيمان. (١) كلمة "حدثنا" أثبتناها من (ظ ١٣) ، وهي ليست في باقي النسخ و (م) .