وآخر من حديث خالد بن معدان عن نفر من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن إسحاق في "السيرة" ١/١٧٥- ومن طريقه أخرجه الطبري (٢٠٧٠) ، والحاكم ٢/٦٠٠، والبيهقي في "الدلائل" ١/٨٣- عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، به، بلفظ: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام " وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وزيادة رؤية النور الذي أضاء له قصور الشام، ستأتي في الرواية التالية. ويشهد لها كذلك حديث عتبة بن عبد السلمي، سيرد برقم (١٧٦٤٨) ، وفي إسناده بقية بن الوليد، مدلس ويسوي، وقد عنعن. وحديث حليمة السعدية عند ابن إسحاق في "السيرة"- ونقله عنه الذهبي في "السيرة النبوية" ١/٥١، وقال: هذا حديث جيد الإسناد. قال السندي: قوله: لَمُنْجَدِلٌ، أي: ملقى على الجدالة، وهي الأرض، أي: كان بعدُ تراباً لم يُصَوَّر ولم يخلق. وقيل، أي: مطروح على الأرض كائن في أثناء خلقته، أي: والحال أن آدم، أي: صورته من الطين مطروح على الأرض لم يُنْفخ فيه الروح بعد. بأول ذلك، أي: بأول ما ظهر من أمر نبوتي. دعوة إبراهيم: بقوله: (ربنا وابعث فيهم رسولاً ... ) [البقرة: ١٢٩] . وبشارة عيسى: بقّوله: (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) [الصف:٦] . قوله: ورأت: الظاهر أنها رؤيا بصر لا منام، فتسميتُّه رؤيا كما في قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة) [الإسراء: ٦٠] ، ويحتمل أن تكون رؤيا منام. والله تعالى أعلم. =