ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو: أن عمرو بن العاص كان على سريَّة ... فذكره، وقال فيه: فغَسَل مَغابِنَه وتوضأ وضوءَه للصلاة ثم صلَى بهم، ولم يذكر التيمم. أخرجه كذلك أبو داود (٣٣٥) ، وابن المنذر في "الأوسط" ٢/٢٧، وابن حبان (١٣١٥) ، والدارقطني ١/١٧٩، والحاكم ١/١٧٧، والبيهقي ١/٢٢٦، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جبير من "التهذيب" ١٧/٣٢-٣٣، وفي ترجمة أبي قيس ٣٤/٢٠٨، وابن حجر في "التغليق" ٢/١٨٨-١٨٩. وقرن ابنُ وهب بعمر بن الحارث في بعض المصادر ابنَ لهيعة، ورواية ابن لهيعة ليس فيها "عن أبي قيس"، وكأن ابن وهب حمل حديث ابن لهيعة على حديث عمرو بن الحارث، والله أعلم. قلنا: وأبو قيس هذا ثقة، وصورة حديثه مرسل، لكن يتعيَّن سماعه منه. وقد جمع البيهقي بين رواية من قال: "تيمَّم"، ومن قال: "غسل مغابنه وتوضأ"، فقال في "السنن" ١/٢٢٦: يحتمل أن يكون قد فعل ما نُقِل في الروايتين جميعاً، غسل ما قدر على غسله، وتيمم للباقي. قال النووي فيما نقله ابن حجر في "الفتح" ١/٤٥٤: وهو متعيَّن. وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (٨٧٨) عن ابن جريح، أخبرني إبراهيم ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص: أنه أصابته جنابة وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية. قال إن اغتسلتُ متُّ، فصلى بمن معه جنباً، فلما قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرَّفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فسكت. ورواه من طريق عبد الرزاق الطبراني في "الكبير" كما في "التغليق" ٢/١٩١، وفيه إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الرحمن الأنصاري. قال ابن حجر: هذا إسناد جيد، لكني لا أعرف حال إبراهيم هذا. وأورده الهيثمي في "المجمع" ١/٢٦٣ وقال: رواه=