وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٤٣) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨٨٩) ، وفي "الدعاء" (١٨٣٤) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" ٨/٢٤ من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن ثابت البناني، به. والصحابي عند النسائي مبهم. قوله: "إنه ليغان على قلبي" قال النووي في "شرح مسلم" ١٧/٢٣-٢٤: قال أهل اللغة: الغين- بالغين المعجمة- والغيم بمعنى، والمراد هنا ما يتغشى القلب. قال القاضي: قيل: المراد: الفَتْرات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً، واستغفر منه، قال: وقيل: هو همه بسبب أمته وما أُطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل: سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك. فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك، وقيل: يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى: (فأنزل السكينة عليهم) [الفتح:١٨] ، ويكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار وملازمة الخشوع وشكراً لما أولاه، وقد قال المحاسني: خوف الأنبياء والملائكة خوف إعظام، وإن كانوا آمنين عذابَ الله تعالى، وقيل: يحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام بغشى القلب ويكون استغفاره شكراً كما سبق، وقيل: هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس. وقال السندي: من الغين، وأصله الغيم لغة، وحقيقته بالنظر إلى قلب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ندري، فإنَّ قَدْرَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلُّ مما يخطر في كثير من الأوهام، فالتفويض في مثله أحسن. نعم القدر المقصود بالإفهام مفهوم، وهو=