وسيرد مطولاً بالأرقام (١٨٤٧٥) و (١٨٥٤٠) و (١٨٧٠٦) ، وانظر (١٨٤٨٦) . وفي الباب عن العباس سلف برقم (١٧٧٥) . وعن ابن عمر عند الترمذي (١٦٨٩) بلفظ: لقد رأيتنا يوم حنين وإن الفئتين لموليتين، وما مع رسول الله صلي الله عليه وسلم مئة رجل. قال السندي: قوله: "أنا النبي" فيه أنه يجوز أن يذكر الرجل نفسه بأوصاف حميدة، لمصلحة، كالتعريف، وأن يظهر نفسه عند أعدائه توكلاً على الله تعالى، وأن ينتسب إلى جده. ثم قيل: الرواية في قوله: "لا كذب" بفتح الباء، فلا يتوهم أنه شعر، ورُدَّ بأن الرواية بإسكان الباء، فيشكل وروده من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: (وما عَلَّمناه الشَعر وما ينبغي له) [يس: ٦٩] فأجيب تارة بمنع أن هذا الوزن من أوزان الشعر، وتارة بأن الشاعر إنما سمي شاعراً لوجوه، منها أنه شعر القول وقصده، وأتى به كلاماً موزوناً على طريقة العرب مقفَّىً، فإن خلا عن هذه الأوصاف، أو بعضها، لم يكن شعراً، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقصد بكلامه ذلك، فلا يعد شعراً، وإن كان موزوناً. وأما نسبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الجَد، فقيل: لأن شهرته كانت أكثر بجده من شهرته بأبيه، لأن أباه توفي في حياة أبيه، وكان عبد المطلب مشهوراً شهرة ظاهرة، وكان سيد قريش، فاشتهر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.