قال السندي: قوله: "أنه سمع" ظاهر السماع يقتضي الجهر، ويؤيده رواية "يمد بها صوته". وأما قول شعبة: "وخفض بها" فأهل الحديث على أنه خطأ منه، وإن كان بعض الفقهاء أخذ به، وعلله بجلالة شعبة، وإن نسبة الخطأ إليه بعيدة، والله تعالى أعلم. (١) اختلف سفيان وشعبة في هذا الحديث، فرواه سفيان- كما سلف برقم (١٨٨٤٢) - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ (ولا الضالين) فقال: "آمين" يمدُّ بها صوته. ورواه شعبة- كما في هذا الإسناد- عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، به، إلا أنه قال: "وخفض بها صوته". وإذا اختلف شعبة وسفيان، فالقول قول سفيان، وهو ما رجحه الأئمة، وقد نبه على خطأ شعبة هذا البخاريُ في "تاريخه" ٣/٧٣، وفيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" ٢/٢٨، وفي "العلل الكبير" ١/٢١٧-٢١٨، وقد تابع سفيانَ العلاءُ بن صالح كما سلف في تخريج الرواية (١٨٨٤٢) . وقد رواه شعبة بمثل رواية سفيان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" ٢/٥٨ من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به. قلنا: فإن صحت هذه الرواية فيكون شعبة قد رجع عن خطئه، أو أن أحد الرواة وهم في هذه الرواية، والله أعلم. وسيأتي من طريق شعبة بإسنادٍ آخر برقم (١٨٨٥٤) . فانظره لزاماً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" ٢٢/ (١١٠) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (١٨٨٤١) .