ما قام منهم رجل، أي: رجاء أن يدخلوا مكة بسبب من الأسباب حيث رأوه ما نحر وحلق، وإلا فلم يقصدوا مخالفة الأمر. فأنزل الله تعالى: إما نسخاً لعموم الشرط، أو لأن عبارة الشرط كانت مخصوصة بالرجال غير متناولة للنساء. فجاءه، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. العهدَ، بالنصب، أي: اذكر أو راع، وفيه متعلق بهذا المقدر، أي راع ذاك العهد في أبي بصير. فدفعه، أي: فدفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بصير جرياً على مقتضى: لك العهد الذي كان في الصلح. فاستله، أي: أخرجه من غمده. حتى برد، أي: مات، وهذا كناية، لأن البرودة لازمة للموت. يعدو: يسرع في المشي خوفاً من أن يلحقه أبو بصير فيقتله. ذعرا، بضم الذال المعجمة، أي: خوفاً. "ويل امه" كلمة تعجب. "مِسْعر حرب" بكسر ميم وسكون سين وفتح عين مهملة: هو ما يحرك به النار من آلة الحديد. قال الخطابي فيما نقله الحافظ في "الفتح" ٥/٣٥٠: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها. "لو كان له"، أي: لو كان لأبي بصير أحد يعينه على ذلك. سِيف البحر، بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحت، أي: ساحل. وينقلب، أي: انقلب وخرج من مكة، فهو مضارع موضع الماضي. منهم: من المؤمنين الذين خرجوا من مكة. عِصابة، بكسر العين: جماعة وصار الأمر بسبب ذلك منقلباً على قريش. "لما"، أي: إلا، وكلمة "لما" هاهنا بمعنى "إلا" الاستثنائية.=