للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال الحافظ ابن كثير في هذا الحديث في تفسير قوله تعالى: (فلما آتاهُما صالحاً جَعَلا له شركاء فيما آتاهما" من سورة الأعراف، الآية ١٩٠: هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن سمرة مرفوعاً فالله أعلم.
الثاني: أنه روي من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعاَ، كما قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، عن أبيه- وحدثنا ابن علية، عن سليمان التيمي- عن أبي العلاء بن الشخير، عن سمرة بن جندب قال: سمى آدم ابنه: عبد الحارث.
الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً، لما عدل عنه.
ثم ذكر عن ابن جرير من "تفسيره" بأسانيده عن عمرو، عن الحسن: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم.
وعن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم، ومن أشرك منهم بعده.
يعني: (جعلا له شركاء فيما آتاهما".
وعن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولاداً، فهوَّدوا ونصَّروا.
ثم قال: وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رحمه الله أنه فسَّر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يعدل عنه هو ولا غيره، لا سيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم، مثل: كعب أو وهب بن منبه وغيرهما،
كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم.=