وقد روي عن الحسن من وجوه أخرى: فأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨١٦٥) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (٢٥٣) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني أنس بن مالك. وأخرجه في "عمل اليوم والليلة" (٢٥٤) من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... وأخرجه (٢٥٥) من طريق داود بن أبي هند، و (٢٥٦) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وروي عن الحسن البصري، عن أم سلمة، ذكره المزي في "التحفة" ٩/٣٩. وفي الباب عن جابر بن عبد الله، أخرجه يحيى بن معين في "فوائده" كما في "الإتحاف" ٣/١٧١، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" ٦/٤٤٣-٤٤٤، والخطيب ٨/٢٧، وإسناده قوي. وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه لسيد" حديث أبي هريرة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٢٥٠) ، والطبراني (٢٥٩٦) ولفظه: عن المقبري قال: كنا مع أبي هريرة جلوساً، فجاء حسن بن علي بن أبي طالب، فسلم علينا، فرددنا عليه، وأبو هريرة لا يعلم، فمضى، فقيل له: يا أبا هريرة هذا حسن بن علي قد سلم علينا، فقام فلحقه، فقال: يا سيدي، فقلنا له: تقول: يا سيدي؟! قال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنه لسيد". قوله: "سيد" قال السندي: أي: نافع للخلائق، وفيه أن السيادة بالنفع لهم لا بالحكم عليهم، وإن كان هناك ضرر عليهم في ذلك فقد يكون ترك الإمارة هو السيادة إذا كان صلاح الخلق فيه. وقال الخطابي في "معالم السنن" ٤/٣١١: وقد خرج مصداق هذا القول فيه بما كان من إصلاحه بين أهل الشام وأهل العراق وتَخَلِّيه عن الأمر خوفاً من الفتنة وكراهية لإراقة الدم، ويسمى ذلك العام سنة الجماعة. =