وقد أخرج البزار في حديث "القاتل والمقتول في النار" زيادة تبين المراد، وهي: "إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار" ويؤيده ما أخرجه مسلم (٢٩٠٨) بلفظ: "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار". قال القرطبي: فبين هذا الحديث أن القاتل إذا كان على جهل من طلب الدنيا أو اتباع هوى فهو الذي أريد بقوله: "القاتل والمقتول في النار". قلت: ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عدداً من الذين قاتلوا، وكلهم متأول مأجور إن شاء الله، بخلاف من جاء بعدهم ممن قاتل على طلب الدنيا كما سيأتي عن أبي برزة الأسلمي (عند البخاري ٧١١٢) والله أعلم. ومما يؤيد ما تقدم ما أخرجه مسلم (١٨٤٨) عن أبي هريرة رفعه: "من قاتل تحت راية عُمِّيَّةٍ، يغضب لعَصَبةٍ، أو يدعو إلى عَصَبةٍ، أو ينصر عصبة، فقُتِلَ، فقتلته جاهلية". قلنا: والزيادة التي نسبها الحافظ إلى البزار لم نجدها في "مسنده" (٣٦٣٧) ولا في "زوائده".