فاختار الحمَّى حينئذٍ لقِلَّة الموت بها غالباً، بخلاف الطاعون، ثم لما احتاج إلى جهاد الكفَّار وأُذِنَ له في القتال، كانت قضية استمرار الحمَّى بالمدينة أن تُضعِفَ أجساد الذين يحتاجون إلى التقوية لأجل الجهاد، فدعا بنَقْل الحُمَّى من المدينة إلى الجُحْفة كما في حديث عائشة أيضاً المذكور، فعادت المدينةُ أصحَّ بلاد الله بعد أن كانت بخلاف ذلك، ثم كانوا من حينئذٍ من فاتته الشهادةُ بالطاعون ربما حصلت له بالقتل في سبيل الله، ومن فاته ذلك حصلت له الحمَّى التي هي حظُ المؤمن من النار، ثم استمر ذلك بالمدينة تمييزاً لها عن غيرها لتحقُق إجابة دعوته وظهور هذه المعجزة العظيمة بتصديق خبره هذه المدَّة المتطاولة، والله أعلم. (١) في (م) ونسخة على هامش (س) : ثم مرَّ بعمر. (٢) حَشْرج - هو ابن نُبَاتة الأشجعي- مختلف فيه وثقه غير واحد، وقال=