قلنا: ومع هذا فقد جَود إسناد هذا الحديث شيخ الإسلام في "الفتاوى الكبرى" ٣/٢٢، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" ٥/٢٦٣، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على"المسند"! وقد نُقِل العملُ بهذا الحديث -فيما قاله الحافظ في "الفتح"- عن علي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف والزبير، ذكر ذلك ابن مغيث في كتاب "الوثائق" له، وعزاه لمحمد بن وضاح، ونقل الغنوي ذلك عن جماعة من مشايخ قرطبة كمحمد بن بقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهما، ونقله ابن المنذرعن أصحاب ابن عباس كعطاء وطاووس وعمرو بن دينار. وأخرج أحمد في "مسنده" (سقط من الطبعة الميمنية، وهو ثابت في "أطراف المسند" ١/ورقة ٢٥٧ في ترجمة يزيد بن ركانة) ، وأبو داود (٢٢٠٨) ، وابن ماجه (٢٠٥١) ، والترمذي (١١٧٧) من طرق عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده: أنه طَلق امرأته البتة، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما أردتَ؟ " قال: واحدة. قال: "آلله؟ " قال: آلله. قال: "هو على ما أردت". قال أبو داود: وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طَلق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به، وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني رافع، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال الترمذي في "السنن" وفي "العلل" ١/٤٦١: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً (ويعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: فيه اضطراب، ويروى عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً. =